قوله: من ثبج المسلمين أي من سراتهم وعليتهم. والثبج أعلى متن الشيء.
ومنه حديث الزهري.
أخبرناه نا ابن الأعرابي الدوري نا نا يحيى بن معين نا الأصمعي عن مالك قال جالست الزهري سبع سنين لا أحسب أن عالما غيره ثم تحولت إلى ابن المسيب ففجرت منه ثبج بحر. عروة بن الزبير
يريد معظم ماء البحر وروى بعضهم ثجة بحر أي دفعة من دفعات البحر والثج الصب ومن هذا قوله تعالى: وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا معناه والله أعلم سائلا.
يقال: ثججته فثج أي صببته فانصب ويقال أراد مثجوجا فاعل بمعنى مفعول والله أعلم.
وقوله: لا يحور فيكم معناه لا يرجع فيكم بخير ولا ينتفع بما حفظه من القرآن كما لا ينتفع بالحمار الميت صاحبه.
يقال: حار الشيء يحور بمعنى رجع، أنشدني أبو عمر أنشدنا ثعلب:
وقلت له أهلا وسهلا فلم يحر بك الليل إلا للجميل من الأمر [ ص: 308 ]
وأكثر ما يراد بالحور الرجوع إلى النقص ومنه قولهم: نعوذ بالله من الحور بعد الكور أي النقص بعد التمام ويقال: إنه مأخوذ من كور العمامة وحورها. يقال: كار الرجل عمامته إذا لواها على رأسه وحارها إذا نقضها.
وقال بعض السلف: لو عيرت رجلا بالرضع لخشيت أن يحور بي داؤه أي يكون علي مرجعه [ ص: 309 ] .