قوله: أخمر وأجمر كلاهما متقاربان والمعنى أوفر ما كانوا وأكثرهم عددا إلا أن أخمر بالخاء أحسنهما وهو مأخوذ من قول الرجل دخلت في خمار الناس أي في دهمائهم وجماعتهم.
قال يقال دخلت في خمار الناس وخمار الناس وخمر الناس أي جماعتهم وكثرتهم والخمر كل ما واراك وسترك من شجرة وغيره ولهذا المعنى سميت الخمر؛ وذلك لأنها تخمر في إنائها أي تغطى ويقال إنما سميت خمرا لأنها تخمر عقل شاربها أي تستره وتغطيه. الكسائي
وأما أجمر بالجيم فهو من قول العرب: جمر القوم وتجمروا إذا تجمعوا.
قال تجمر بنو فلان أي اجتمع بعضهم إلى بعض وأنشد: الأصمعي:
إذا الجمار أقبلت تجمر
.ويقال: صار بنو فلان جمرة.
وجمرات العرب: أحياء لهم عدد وبأس. قال لقبوا بالجمرات لأنهم تجمعوا في أنفسهم ولم يدخلوا معهم غيرهم. المبرد:
قال: وإنما سمي موضع الحصى بمنى الجمار لاجتماع الحصى فيه وواحدة الجمار جمرة. قال: ومن ثم قيل في المغازي لا تجمروهم فتفتنوهم أي لا تجمعوهم في المغازي [ ص: 314 ] وقال بعض أهل اللغة: إنما قيل تجمر القوم بمعنى صاروا جمرة لأنهم صاروا في بأسهم كالجمر على أعدائهم وأنشد للنميري:
نمير جمرة العرب التي لم تزل في الحرب تلتهب التهابا
يقال: جمرت المرأة شعرها إذا ضفرته والجمار: الجماعة قال الأعشى:
فمن مبلغ قومنا مألكا وأعني بذلك بكرا جمارا
.
وأخبرني أنا أبو عمر عن أبو العباس ثعلب قال يقال رأيت قوما جمارا وجماعة جمارا أي كثيرين وأنشدنا: ابن الأعرابي
ألم تر أنني لاقيت يوما معاشر فيهم رجل جمارا
فقير الليل تلقاه غنيا إذا ما آنس الليل النهارا
قال: ويقال: فلان فقير الليل إذا كانت إبله بيضا وغني الليل إذا كانت إبله سودا وقد سمعت هذا من غيره على العكس [ ص: 315 ] .