الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث أبي الدرداء أنه قال: ما أنكرتم من زمانكم فيما غيرتم من أعمالكم. إن يك خيرا فواها واها وإن يك شرا فآها آها.  

حدثنيه الحسن بن يحيى بن صالح نا محمد بن قتيبة العسقلاني نا عبد الله بن هانئ بن عبد الرحمن بن أبي عبلة حدثني أبي عن عمه إبراهيم بن أبي عبلة عن بلال بن أبي الدرداء عن أبي الدرداء.

قوله: واها إنما يقال ذلك على التمني للخير والتعجب له، قال الشاعر:


واها لريا ثم واها واها

[ ص: 339 ] وأما قوله: آها فإنما يقال ذلك في التوجع ومثله أها قال نابغة بني شيبان:


أقطع الليل أهة وحنينا     وابتهالا لله أي ابتهال

وقال المثقب:


إذا قمت أرحلها بليل     تأوه أهة الرجل الحزين

ويروى آهة الرجل الحزين وفيه لغات غير هذه يقال أوه من عذاب الله وآه من عذاب الله وآه من عذاب الله وأوه من عذاب الله بالتشديد والقصر قال الشاعر:


فأوه من الذكرى إذا ما ذكرتها     ومن بعد أرض بيننا وسماء

وأما إيه وإيه لغير تنوين فإنها بمعنى الاستدعاء قال ذو الرمة:


وقفنا فقلنا إيه عن أم سالم     وما بال تكليم الديار البلاقع

وأما إيها فبمعنى الزجر وأما ويها فله موضعان أحدهما إذا أغريت الرجل بالشيء قلت له ويها أبا فلان. والموضع الآخر إذا صدقت بالشيء وارتضيته قلت ويها ما أولاه [ ص: 340 ] .

ويقال تأوه الرجل إذا قال أوه. وتويل إذا دعا بالويل.

.

وأخبرني أبو عمر قال حضرنا مجلس أبي العباس ثعلب فأقبل علينا فقال: كيف الفعل من الويل؟ فبلح القوم ولم يكن عند واحد منهم جواب وفي المجلس ابن كيسان وغيره فأنشدنا:


تويل إذ ملأت يدي وكانت     يميني لا تعلل بالقليل

قال أبو عمر ويقال في هذا أيضا وال يويل على وزن مال يميل.

فأما قول الله تعالى: إن إبراهيم لحليم أواه منيب فقد روي في هذا أنه كان إذا ذكر النار قال أوه أوه ويقال الأواه الموقن.

أخبرنا ابن الأعرابي نا يحيى بن أبي طالب نا زيد بن الحباب نا سفيان الثوري عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن ابن عباس قال الأواه الموقن.

التالي السابق


الخدمات العلمية