أخبرنا رجاء بن المرجى ثنا نا النضر بن شميل حدثني موسى بن ثروان قال حدثتني طلحة بن عبيد الله بن كريز قالت حدثني سيدي أم الدرداء أنه سمع رسول الله صلى الله عليه يقول: "إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة آمين ولك بمثل". أبو الدرداء
للسيد في هذا معنيان أحدهما أن يكون بمعنى الرئيس وأن تكون أرادت بهذا القول تسويده وتعظيمه. والآخر وهو أخصهما به أن يكون بمعنى الزوج [ ص: 346 ] .
أخبرني نا أبو عمر عن ثعلب قال: السيد الزوج ومنه قوله تعالى: ابن الأعرابي وألفيا سيدها لدى الباب أي زوجها قال الأعشى:
وسيد نعم ومستادها
.ويقال استاد الرجل في بني فلان إذا نكح في سادتهم قال الشاعر:
أراد ابن كوز والسفاهة كاسمها ليستاد منا أن شتونا لياليا
حدثناه نا ابن الأعرابي أبو سعيد الحارثي نا نا رجل يقال له يحيى بن سعيد القطان محمد الرمام حدثتني كريمة بنت همام قالت كنت عند فسألتها امرأة عن الخضاب فقالت كان سيدي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكره ريحته وليس بمحرم عليكن أخواتي أن تختضبن. عائشة
وأشبه الوجهين أن تكون أرادت زوجي لأن الإضافة بالاسم الخاص يدل على معنى خاص وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد المسلمين كافة ورئيس الخلق قاطبة.
وفيه دليل على أن وأن المحرمة إذا اختضبت به [ ص: 347 ] لم يكن عليها الفدية ألا تراه صلى الله عليه يقول: الحناء ليس من الطيب فلو كان الحناء من الطيب لم يكره ريحه والله أعلم. "حبب إلي من الدنيا النساء والطيب"