الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث جابر أنه قال: إنما شفاعة رسول الله صلى الله عليه لمن أوبق نفسه وأغلق ظهره.  

حدثناه أحمد بن سلمان النجاد نا هلال بن العلاء الرقي نا ابن نفيل نا زهير أخبرني جعفر بن محمد عن أبيه عن جابر.

قوله: أغلق ظهره الأصل فيه أن يدبر ظهر البعير حتى ينغل باطنه [ ص: 384 ] فلا يكاد يبرأ يقال غلق ظهر البعير غلقا وأغلقه صاحبه إذا أثقل حمله حتى يصيبه ذلك، شبه الذنوب التي أثقلت ظهره بذلك.

وقال بعض أهل اللغة أصل هذا أن يعمد صاحب الإبل إلى البعير الذي أمأت به إبله فينزع سناسن من فقرته ويعقر سنامه لئلا يركب كانوا يفعلون ذلك في الجاهلية وهو شبيه بالحامي الذي كانوا يحمون ظهره ويحرمون ركوبه قال والغلق الظهر من الإبل: ما لا يركب ظهره لكثرة ندوبه وسيلانها.

وقوله: أوبق نفسه أي أهلكها ومن هذا قوله تعالى: أو يوبقهن بما كسبوا أي يهلكهن يقال: وبق الرجل يبق إذا هلك قال الشاعر:


أستغفر الله ذنبا لست محصيه من عثرة أن يؤاخذني بما أبق



التالي السابق


الخدمات العلمية