وقال في حديث أبو سليمان خوات أنه قال: الخندق عينا إلى بني قريظة فلما دنوت من القوم كمنت ورمقت الحصون ساعة ثم ذهب بي النوم فلم أشعر إلا برجل قد احتملني فلما رقي بي إلى حصونهم قال لصاحب له أبشر بجزرة سمينة قال فتناومت فلما شغل عني انتزعت مغولا كان في وسطه فوجأت به كبده فوقع ميتا. خرجت زمن
يرويه أخبرني به الواقدي صالح بن خوات عن محمد بن كعب القرظي.
الجزرة الشاة التي أعدت لأن تجزر أي تذبح للأكل. وقال بعض أهل اللغة هي من الغنم خاصة وقال غيره: الغنم وغيرها سواء في ذلك ويقال للرجل أجزرنا شاة من غنمك أي أعطنا شاة نذبحها ويقال تركت فلانا جزر السباع أي قتيلا تنتابه السباع قال عنترة:
إن تشتما عرضي فإن أباكما جزر السباع وكل نسر قشعم
وإنما سموها جزرة لأنها تجزر أي تقطع أوصالها وتفصل وأصل الجزر القطع ومنه جزر الماء وهو انقطاعه بعد المد ولذلك سميت البقاع المرتفعة التي لا يغمرها الماء وسط البحور جزائر والجزيرة المعروفة هي التي ببلاد ربيعة ومضر لأنها بين النهرين دجلة والفرات، والمغول شبه الخنجر إلا أنه أطول طولا منه يشده الفاتك على وسطه يغتال به الناس [ ص: 391 ] .