الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث ابن عمر : " أنه كان يقول : إذا أقبل عبد الله بن الحارث جاء ببه ، قال وكان عبد الله غلاما حادرا ، وكانت أمه تنبزه ، أو تنزيه تقول :


لأنكحن ببه جارية خدبه

وفي رواية أخرى : تجب أهل الكعبة
  .

يرويه النضر بن شميل ، عن الربيع بن مسلم ، عن عمرو بن دينار .

الحادر : الغليظ ، قال الأعشى :


وكل جوب مترص صنعه     وصادق أكعبه حادر

والجوب : الترس .

.

وأخبرني محمد بن نافع ، نا الخزاعي ، نا الأزرقي ، قال : قال محمد بن إسحاق ، وذكر قصة أبرهة صاحب الفيل ، وأنه كان رجلا قصيرا حادرا [ ص: 413 ] دحداحا ، وكان أصابته حربة فشرمت حاجبه وعينه وأنفه وشفتيه ، فلذلك سمي أبرهة الأشرم .

يريد بالحادر الغليظ السمين والدحداح مثله وإلى القصر ما هو ، والشرم القطع والشق .

قال ابن الأعرابي : ضاف رجلا ضيف ، فقدم إليه ثريدة ، فقال له : لا تصقعها ولا تقعرها ولا تشرمها ، فقال الضيف : فمن أين آكل ؟ قال : لا أدري ، فانصرف الرجل جائعا .

وقوله : ببه ، ذكر أبو عمر ، عن أبي العباس ، قال : يقال للرجل إذا كان ممتلئا نعمة وشبابا ببه .

وقال غيره هي كلمة يوصف بها الأحمق . والخدبة الغليظة ، يقال : رجل خدب وبعير خدب .

وقولها : تجب أهل الكعبة ، معناه تغلبهم بحسنها ، يقال جابت فلانة نساء بني فلان ، فجبتهن أي غلبتهن بالحسن والجمال .

التالي السابق


الخدمات العلمية