حدثناه أحمد بن إبراهيم بن مالك ، نا عمر بن حفص السدوسي ، نا عاصم ، نا عن ابن أبي ذئب ، عن مسلم بن جندب ، حبيب الهذلي ، عن أبي هريرة .
قوله : تجرش أي ترعى وتقضم ، والجرش : أكل الشيء الخشن ، والجرش الحك أيضا قال رؤبة :
يا ليتني كنت بقفر أجترش كل مكون في كداها تحترش
فيحتمل أن يكون أراد هذا المعنى فتكون الرواية تجرش أي تحكك وتمرغ .وقوله : مستها يريد مسستها ، وهو لغة لهم في ذوات التضعيف إذا كثر استعمالها حذفوا أحد الحرفين طلبا للخفة ، كقولهم : في ظللت ظلت وفي أحسست أحست ، وقالوا : في مسست مست ومست ، وأنشد الفراء :
لو مست مقدمها أو مؤخرا لسعا .
يعني عقربا ، أراد مسست ، وشبهوه بالإدغام وليس بإدغام ، إلا أنه بعلة الإدغام ، وذلك أنهم نحوا بالإدغام التخفيف ؛ لأن حروف التضعيف مما يثقل تكراره على اللسان ، وعلى هذا قرأ من قرأ : وقرن في بيوتكن مفتوحة [ ص: 422 ] القاف من قر يقر قرارا ، وأنكره اليزيدي وقال : لم نسمعهم يقولون ذلك إلا فيما كان من المضعف على فعلت مكسورة العين ، مثل : مسست وظللت ، فيقولون : مسن ومسن ، وظلن وظلن ، وإنما هي قررت في المنزل أقر قرارا ، فعلت فيها مفتوح ، ولو كانت قررت لجاز قرن وقرن ، وإنما القراءة وقرن في بيوتكن من الوقار ، وقر يقر وقارا .