الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث أبي هريرة أنه قال : لو رأيت الوعول تجرش ما بين لابتيها ما هجتها ولامستها لأن رسول الله حرم شجرها أن يعضد أو يخبط   .

حدثناه أحمد بن إبراهيم بن مالك ، نا عمر بن حفص السدوسي ، نا عاصم ، نا ابن أبي ذئب ، عن مسلم بن جندب ، عن حبيب الهذلي ، عن أبي هريرة .

قوله : تجرش أي ترعى وتقضم ، والجرش : أكل الشيء الخشن ، والجرش الحك أيضا قال رؤبة :


يا ليتني كنت بقفر أجترش كل مكون في كداها تحترش

فيحتمل أن يكون أراد هذا المعنى فتكون الرواية تجرش أي تحكك وتمرغ .

وقوله : مستها يريد مسستها ، وهو لغة لهم في ذوات التضعيف إذا كثر استعمالها حذفوا أحد الحرفين طلبا للخفة ، كقولهم : في ظللت ظلت وفي أحسست أحست ، وقالوا : في مسست مست ومست ، وأنشد الفراء :


لو مست مقدمها أو مؤخرا لسعا .



يعني عقربا ، أراد مسست ، وشبهوه بالإدغام وليس بإدغام ، إلا أنه بعلة الإدغام ، وذلك أنهم نحوا بالإدغام التخفيف ؛ لأن حروف التضعيف مما يثقل تكراره على اللسان ، وعلى هذا قرأ من قرأ : وقرن في بيوتكن مفتوحة [ ص: 422 ] القاف من قر يقر قرارا ، وأنكره اليزيدي وقال : لم نسمعهم يقولون ذلك إلا فيما كان من المضعف على فعلت مكسورة العين ، مثل : مسست وظللت ، فيقولون : مسن ومسن ، وظلن وظلن ، وإنما هي قررت في المنزل أقر قرارا ، فعلت فيها مفتوح ، ولو كانت قررت لجاز قرن وقرن ، وإنما القراءة وقرن في بيوتكن من الوقار ، وقر يقر وقارا .

التالي السابق


الخدمات العلمية