وقال في حديث أبو سليمان أنه قال : ابن عباس " قرأت المحكم على عهد رسول الله صلى الله عليه ، وأنا ابن اثنتي عشرة سنة . يعني المفصل " .
أخبرناه نا إسماعيل الصفار ، زكريا بن يحيى ، أخبرنا نا أحمد بن عبد الله بن يونس ، عن أبو بكر بن عياش ، عن الأعمش ، عن زياد بن حصين ، عن أبي العالية ، . ابن عباس
إنما سمي المفصل محكما ؛ لأنه لم ينسخ من المفصل شيء ، سمعت بعض العلماء يذكره ، واختلف القراء في أول المفصل ، فقال بعضهم : أول المفصل سورة القتال ، ويقال لها : سورة محمد ، وآخره سورة الناس وهي خاتمة القرآن ، [ ص: 452 ] وإنما قيل لها : المفصل لكثرة الفصول بينها بآية التسمية . ويقال : إن أول المفصل سورة قاف ، وهذا في حديث يرويه عيسى بن يونس .
نا عبد الرحمن بن يعلى الطائفي ، عن عثمان بن عبد الله بن أوس بن حذيفة ، جده أنه وفد على رسول الله صلى الله عليه في وفد ثقيف ، فسمع أصحاب النبي أنه كان يحزب القرآن ، قال : وحزب المفصل من " قاف " . حدثني
وفيه قول ثالث : وهو أن أول المفصل سورة " والضحى " ؛ وذلك لأن القارئ يفصل بين هذه السور بالتكبير ، وهو مذهب وقراء ابن عباس أهل مكة .
.
أخبرني أبو رجاء الغنوي ، نا ابن أبي مسرة ، نا أبي والحميدي قالا : نا إبراهيم بن أبي حية ، عن حميد الأعرج ، عن قال : قرأت على مجاهد ، فلما بلغت : " والضحى " قال : كبر إذا ختمت كل سورة حتى تختم ، ويقال : إن الأصل في ذلك أن الوحي لما فتر ، عن رسول الله قال المشركون : قد هجره شيطانه وودعه ، فاغتم لذلك رسول الله صلى الله عليه ، فلما نزل : " والضحى " كبر عند ذلك رسول الله فرحا بنزول الوحي ، فاتخذه الناس سنة ، وفي المحكم قول آخر : وهو أنه من القرآن ما أحكم بيانه بنفسه ، ولم يفتقر إلى غيره على تأويل قوله عز وجل : ابن عباس هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات الآية ، فالمحكم : ما لا يحتمل الوجوه وعرف بنفسه .
[ ص: 453 ] والمتشابه : ما احتمل الوجوه فلم يعرف بنفسه . فالمحكم أم المتشابه ؛ لأنه يعرف به .