يرويه الواقدي : حدثني عبد الله بن جعفر ، عن أبي عمير الطائي عن الزهري .
قوله : أنحاش منه هو أن يوجس منه خوفا فيتوقاه ويحذره قبل أن يتبينه ويعرفه والانحياش : الاكتراث للشيء . يقال : فلان لا ينحاش من شيء إذا لم يكترث . قال ذو الرمة يصف بيض النعام [ ص: 484 ] :
وبيضاء لا تنحاش منا وأمها إذا ما رأتنا زيل منا زويلها
وقوله : إربة أربتها : أي حيلة احتلتها . وأصل الإرب الدهاء والنكر .يقال : فلان ذو إرب أي ذو دهاء والإرب أيضا العقل وهو الإربة .
ومن هذا قوله : غير أولي الإربة من الرجال أي غير ذوي العقل يريد الذين لم تستحكم عقولهم وقد يفسر أيضا غير ذي الحاجة .
والإرب أيضا : العضو والأرب مفتوحة الألف والراء الحاجة والوطر .
فأما قول عمر بن الخطاب للحارث بن أوس : أربت من يديك فقد ذكره أبو عبيد في كتابه وفسره فقال : معناه سقطت آرابك من اليدين خاصة ، وكذلك قاله ابن قتيبة .
وفيه قولان آخران : قال أبو حاتم : معناه شلت يداه . وقال عبد الرحمن بن أخي الأصمعي : معناه أن يسأل الناس بهما كأنه يذهب إلى معنى الاحتيال والتكسب بهما فيكون مرجعه على هذا التأويل إلى الإرب الذي هو الدهاء على ما ذكرته لك أولا .
وقوله : فتشايره الناس أي اشتهروه بأبصارهم وأصله من الشارة وهي الهيئة واللباس الحسن [ ص: 485 ] .
يقال : رأيت على فلان شارة حسنة ورجل صير شير أي ذو صورة وشارة حسنة .
قال أبو سليمان : والثبت أن عمرا قد تقدم إسلامه إسلام أبي هريرة [أسلم أبو هريرة] سنة سبع ، قدم المدينة ورسول الله بخيبر ، وأسلم عمرو وخالد بن الوليد سنة ست " .


