الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه: "أنه كان إذا مشى مشى مجتمعا يعرف في مشيه أنه غير غرض ولا وكل".  

يرويه ابن أبي السري عن يحيى بن راشد عن داود بن أبي هند عن عكرمة عن ابن عباس.

الغرض: الملول الضيق الصدر والغرض الملالة ومنه حديث عدي بن حاتم الطائي حدثناه أحمد بن مالك نا بشر بن موسى ثنا عبد الصمد بن حسان أنا السري بن يحيى عن محمد بن سيرين قال قال عدي بن حاتم لما سمعت برسول الله كرهته أشد كراهية فسرت حتى نزلت أقصى جزيرة العرب فأقمت بها حتى اشتد غرضي .." ثم ذكر قصة قدومه على رسول الله وإسلامه يريد اشتد ضجري والغرض أيضا شدة النزاع إلى الشيء والاشتياق إلى قربه ومنه قول أعرابي من بني كلاب:


فمن يك لم يغرض فإني وناقتي بحجر إلى أهل الحمى غرضان     تحن فتبدي ما بها من صبابة
وأخفي الذي لولا الأسى لقضاني

[ ص: 202 ]

وأنشدنا أبو عمر: أنشدنا أبو العباس ثعلب عن ابن الأعرابي:


من ذا رسول ناصح فمبلغ     عني علية غير قيل الكاذب
إني غرضت إلى تناصف وجهها     غرض المحب إلى الحبيب الغائب

قوله: تناصف وجهها: أي تناسب محاسنها وتشاكلها.

وقوله: غير وكل معناه غير ضعيف ولا ثقيل الحركات قال الراجز:


ولا تكونن كهلوف وكل     يصبح في مصرعه قد انجدل

ويقال: إن الوكل هو الذي يكل الأمر إلى غيره ولا يباشره بنفسه.

التالي السابق


الخدمات العلمية