حدثنيه إبراهيم بن عبد الرحيم العنبري ، نا ابن أبي قماش ، نا ابن عائشة ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أنس .
[ ص: 511 ] قوله : تمعن أي اعترف له وأظهره . يقال : أمعن الرجل بحقي إذا اعترف به وأظهره .
قال أبو العباس ثعلب : هو مأخوذ من الماء المعين وهو الجاري الظاهر .
وقال غيره : معناه أنه تصاغر له وتقلل خضوعا لأمره وانقيادا له .
قال : وأراه مأخوذا من المعن ، وهو الشيء القليل .
ويقال : ما لفلان في هذا الأمر سعن ولا معن أي كثير ولا قليل وأنشد للنمر بن تولب :
فإن هلاك مالك غير معن .
أي غير قليل ولا هين .
.
وأخبرني أبو محمد الكراني ، نا عبد الله بن شبيب ، نا المنقري ، نا الأصمعي ، عن أبي عمرو بن العلاء قال إذا لم يكن الرجل له سداد في الأمر قيل له ما أنت في هذا الأمر بسعن ولا معن .
وقال إبراهيم بن السري : إنما سميت الزكاة ماعونا ، لأنه قليل يؤخذ من كثير ، مشتق من المعن قال : ووزنه فاعول من المعن .
قال أبو عبيدة : الماعون في الجاهلية : كل منفعة وعطية ، وفي الإسلام الطاعة والزكاة ، وأنشد للراعي :
قوم على الإسلام لما يمنعوا ماعونهم ويضيعوا التهليلا
[ ص: 512 ] قال : وقال لي رجل : لقد صنعت بناقتك صنيعا تعطيك الماعون أي تنقاد لك .
قال أبو سليمان : ورواه بعضهم : وتمعك عليه ، وهذا أصح وأبين .


