الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث أنس أن مصعب بن الزبير بلغه عن عريف الأنصار أمر فبعث إليه وهم به قال : أنس فقلت له : أنشدك الله في وصية رسول الله قال : فنزل عن فراشه وقعد على بساطه وتمعن عليه وقال : أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم على الرأس والعين ، وأطلقه   .

حدثنيه إبراهيم بن عبد الرحيم العنبري ، نا ابن أبي قماش ، نا ابن عائشة ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن أنس .

[ ص: 511 ] قوله : تمعن أي اعترف له وأظهره . يقال : أمعن الرجل بحقي إذا اعترف به وأظهره .

قال أبو العباس ثعلب : هو مأخوذ من الماء المعين وهو الجاري الظاهر .

وقال غيره : معناه أنه تصاغر له وتقلل خضوعا لأمره وانقيادا له .

قال : وأراه مأخوذا من المعن ، وهو الشيء القليل .

ويقال : ما لفلان في هذا الأمر سعن ولا معن أي كثير ولا قليل وأنشد للنمر بن تولب :


فإن هلاك مالك غير معن .



أي غير قليل ولا هين .

.

وأخبرني أبو محمد الكراني ، نا عبد الله بن شبيب ، نا المنقري ، نا الأصمعي ، عن أبي عمرو بن العلاء قال إذا لم يكن الرجل له سداد في الأمر قيل له ما أنت في هذا الأمر بسعن ولا معن .

وقال إبراهيم بن السري : إنما سميت الزكاة ماعونا ، لأنه قليل يؤخذ من كثير ، مشتق من المعن قال : ووزنه فاعول من المعن .

قال أبو عبيدة : الماعون في الجاهلية : كل منفعة وعطية ، وفي الإسلام الطاعة والزكاة ، وأنشد للراعي :


قوم على الإسلام لما يمنعوا     ماعونهم ويضيعوا التهليلا



[ ص: 512 ] قال : وقال لي رجل : لقد صنعت بناقتك صنيعا تعطيك الماعون أي تنقاد لك .

قال أبو سليمان : ورواه بعضهم : وتمعك عليه ، وهذا أصح وأبين .

التالي السابق


الخدمات العلمية