أخبرناه نا ابن داسة ، نا أبو داود ، نا سليمان بن عبد الرحمن الدمشقي ، نا يحيى بن حمزة ، يزيد بن أبي مريم أن أخبره أن القاسم بن مخيمرة أبا مريم الأزدي أخبره بذلك .
قوله : ما أنعمنا بك . كلمة يقولها الرجل لصاحبه إذا جاءه وألم به ، [ ص: 533 ] ولا يقال : ذلك إلا لمن يعتد بلقائه ويسر برؤيته كأنه يقول : ما جاءنا بك وما الذي دعاك إلى أن أتيتنا فأنعمتنا : أي سررتنا بلقائك ، والنعمة : المسرة مضمومة النون يقال : نعم ونعمة عين قال الشاعر :
تراب لأهلي لا ولا نعمة لهم لشد إذا ما قد تعبدني أهلي
ومن هذا قولهم : نعم الله بك عينا وأنعم الله بك عينا : أي أقر بك عين من تحبه ، وكان بعض السلف يكره أن يقال : نعم الله بك عينا .[وقال : إن الله لا ينعم بشيء ، قال : وإنما يقال : أنعم الله بك عينا] .
وفيه وجه آخر : وهو أن يكون معناه ما الذي أعملك نحونا وجشمك المصير إلينا من قولهم : تنعم الرجل إذا مشى حافيا .
قال بعض أهل اللغة : معناه أن يمشي على نعامة رجله .
قال غيره : إنما قلبت هذه الكلمة على طريق التفاؤل ، وذلك أن الرجلة بؤس وعناء فصرفوها من طريق الفأل إلى النعمة والرخاء فقالوا : تنعم الرجل إذا مشى حافيا ويقال : في مثل هذا ما عزنا بك .
ومنه حديث أخبرناه علي : ابن هاشم ، نا عن الدبري ، عن عبد الرزاق ، عن معمر ، أبان ، عن رجل ذكره : أن عاد أبا موسى الأشعري الحسن بن علي فدخل فقال : ما عزنا بك أيها الشيخ ، فقال : سمعت بوجع ابن أخي فأحببت أن أعوده . علي
[ ص: 534 ] يقال : عززت الرجل إذا جئته زائرا وفلان عزيز في بني فلان إذا كان نزيلا فيهم .