الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث معاوية أنه بلغه أن عبد الله بن جعفر حفف وجهد من بذله وإعطائه فكتب إليه يأمره بالقصد وينهاه عن السرف ، وكتب إليه بيتين من الشعر :


لمال المرء يصلحه فيغني مفاقره أعف من القنوع     يسد به نوائب تعتريه
من الأيام كالنهل الشروع

 

[ ص: 535 ] يرويه الحسن بن عبد العزيز الجروي ، نا أبو مسهر ، حدثني إسماعيل بن معاوية ، سمعت يونس بن حلبس يذكره .

قوله : حفف : أي قل ماله .

قال ابن السكيت : الحفف : قلة المأكول وكثرة الأكلة ، والضفف : كثرة العيال ، والقنوع : مسألة الحاجة يقال : قنع يقنع قنوعا إذا سأل . وقال أعرابي لقوم سألهم : الحمد لله الذي أقنعني إليكم ، يريد أحوجني .

.

وأخبرني أبو محمد الكراني ، نا عبد الله بن شبيب ، نا المنقري ، عن الأصمعي قال : رأيت أعرابيا يقول في دعائه : اللهم إني أعوذ بك من القنوع والخنوع والخضوع وما يغض طرف المرء ويغري به لئام الناس .

وأراد بالنهل الشروع الإبل الشارعة نحو الماء وضرب الإبل مثلا لنوائب الدهر في تتابعها والشعر للشماخ .

التالي السابق


الخدمات العلمية