قال في حديث أبو سليمان ابن الزبير : كان في المسجد حفرة منكرة وجراثيم وتعاد فأهاب الناس إلى بطحه وأنه لما أراد هدم البيت كان الناس يرون أن ستصيبهم صاخة من السماء وأن أخذ العتلة من شق الربض الذي يلي دار بني حميد فأقضه أجمع أكتع ابن مطيع .
أخبرنا نا محمد بن هاشم ، عن الدبري ، عن عبد الرزاق ابن جريج .
الجراثيم : جمع جرثومة : وهي أصل مجتمع الحجارة والتراب اللازم للمكان .
والتعادي في المكان : أن يحدودب فيرتفع بعضه وينخفض بعضه ، وكل ذلك في صلابة ، والعدواء : الأرض الصلبة .
وقوله : فأهاب الناس إلى بطحه : أي دعاهم إلى تسويته بالبطحاء وهو حصا ورمل ، يقال : أهبت بالرجل إذا دعوته مثل صوت به قال الشاعر :
أهاب بأحزان الفؤاد مهيب .
والعتلة : بيرم النجار . والربض أساس البناء والربض ما حوله وأقضه معناه أن يضربه بالعتلة حتى يتركه قضضا ، وهو دقاق الحجارة .
[ ص: 563 ] ومن هذا قولهم : جاؤوا قضهم بقضيضهم معناه جاؤوا صغارهم وكبارهم ، فالقض : الحصا الصغار والقضيض دقاقه وما تكسر منه .
وأكتع : إتباع يراد به التوكيد ، والصاخة الصاعقة ، وأصل الصخ الطعن .