الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
حديث مسروق بن الأجدع

وقال أبو سليمان في حديث مسروق: "أنه خرج إلى سفر، فكان آخر من ودعه رجل من جلسائه، فقال له: إنك قريع القراء، وإن زينك لهم زين، وشينك لهم شين، فلا تحدثن نفسك بفقر، ولا طول عمر".

حدثناه أحمد بن إبراهيم بن مالك، نا الحسن بن سفيان، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عفان، نا أبو عوانة، عن مغيرة، عن عامر.

القريع: فحل الإبل، ضرب المثل به، يريد أنك رئيس القراء وإمامهم، والقريع أيضا المختار والمنتخب، وقرعة المال: خياره.

قال الأصمعي: اقترعت الشيء، إذا اخترته، وسمي قريعا؛ لأنه اقترع: أي اختير.

وأخبرني عبد العزيز بن محمد، نا إسحاق بن إبراهيم، نا سويد، أنا ابن المبارك، عن سليمان بن المغيرة، نا إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة قال: "زار رسول الله -صلى الله عليه وسلم- سعد بن عبادة، فقال عنده، فلما أبرد جاء بحمار أعرابي قطوف، فركب رسول الله، قال: فبعث بالحمار إلى سعد، وهو هملاج قريع ما يساير".

[ ص: 24 ]

أراد بالقريع  الفاره، وقريع كل شيء: المختار منه، وقرعته: خياره.

قال أبو زيد: ويقال في هذا: اعتامه، وامتخره وانتصاه إذا اختاره، وهو الخيرة والعيمة والنصية، والمخرة: الشيء الذي يختاره، وهو القفوة أيضا.

التالي السابق


الخدمات العلمية