الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عروة أنه قال: "قتل في بني عمرو بن عوف قتيل يعني خطأ، فجعل عقله على بني عمرو بن عوف، فما زال وارثه وهو عمير ابن فلان بعليا حتى مات".

أخبرناه محمد بن هاشم، أخبرنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن ابن جريج، عن هشام بن عروة ، عن أبيه.

[ ص: 46 ]

قوله: بعليا،  روي تفسيره عن بعض رواة هذا الخبر أنه الكثير المال.

قال: إذا علا الناس بماله فهو البعلي. قال أبو سليمان: ولست أدري ما صحة هذا، ولا أراه شيئا إلا أن يكون نسبه إلى بعل النخل، يريد أنه اقتنى نخلا كثيرا من بعل النخل، فنسب إليه فقيل: بعلي، كما يقال: نخلي إذا نسب إلى النخل، والبعل أيضا: الرئيس، والبعل: المالك، وقد روينا فيما تقدم من هذا الكتاب أن رجلا خاصم آخر في ناقة، فقال: "أنا والله بعلها" -أي: مالكها- فعلى هذا يكون قوله: بعليا، أي رئيسا متملكا، والله أعلم.

[وفيه وجه آخر: هو أشبه بالكلام، وهو أن يكون بعلياء على وزن فعلاء، من العلاء، قال الأصمعي: وهو مثل، يقال: "ما زال منها بعلياء"، يقال ذلك للرجل يفعل الفعلة، فيشرف بها، ويرتفع قدره].

التالي السابق


الخدمات العلمية