قال: حدثناه " أبو النضر" ، عن " أبي سعيد المؤدب" ، عن " حمزة" - من ولد - ، عن " أنس بن مالك" و " عمر" " الأحنف".
يعني كثرة مياههم وخصبهم، وأن ذلك عندهم كثير دائم، وإنما شبهه بحدقة البعير، لأنه يقال [ ص: 421 ] : قوله: مثل حدقة البعير من العيون العذاب:
إن المخ ليس يبقى في شيء من جسد البعير بقاءه في السلامى والعين، وهو في العين أبقى منه في السلامى أيضا، ولذلك قال الشاعر:
لا يشتكين عملا ما أنقين
ما دام مخ في سلامى أو عين
والسلامى: عظام صغار تكون في فراسن الإبل، وقد تكون في الناسومنه الحديث الآخر: " على كل إنسان في كل سلامى صدقة، ويجزئ من ذلك ركعتا الضحى".
والسلامى: كل عظم مجوف مما صغر من العظام، ولا يقال لمثل الظنبوب، والزند، وأشباه ذلك: سلامى، إنما يقال لمثل هذا: قصب.
والسلاميات تكون في الناس في الأيدي والأرجل [ ص: 422 ] .
وأما يعني لقربها منهم، فهي تأتيهم غصتم تذهب طراءتها فتنثني، وتنخضد، يقال للعود إذا انثنى، وهو رطب من غير أن ينكسر، فيبين: قد انخضد، وقد خضدته أنا. قوله: تأتيهم فواكههم لم تخضد:
قال " ": هكذا سمعتها في الحديث تخضد، ويروى: تخضد، وهي عندي أجود. أبو عبيد
يعني ما يظهر من ماء السباخ، فينش فيها حتى يعود ملحا. وقوله: سبخة نشاشة:
يعني مجرى الطعام والشراب، وليس بالحلقوم هو، غيره أدق منه، وأضيق [ ص: 423 ] . وقوله: في مثل مرئ النعامة:
وإنما هذا مثل ضربه، يقول: ليس يأتينا شيء إلا ضيقا نزرا على نحو ما يدخل في مرئ النعامة [ ص: 424 ] .