الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حديث سعيد بن المسيب [رحمه الله]

1017 - وقال " أبو عبيد " في حديث " سعيد بن المسيب" قال: " في حريم البئر البدي خمس وعشرون ذراعا، وفي القليب خمسون ذراعا".  

قال: حدثنيه " أبو النضر" ، عن " ليث بن سعد" ، عن " ابن شهاب" ، عن " ابن المسيب".

قال " الأصمعي": البدي: التي ابتدئت فحفرت.  

قال " أبو عبيد ": يعني أنها حفرت في الإسلام، وليست بعادية، وذلك أن يحتفر الرجل البئر في الأرض الموات التي لا رب لها، يقول: فله خمس وعشرون ذراعا حواليها حريما لها، ليس لأحد [من الناس] أن يحتفر في تلك الخمس والعشرين الذراع بئرا، وإنما شبهت هذه البئر بالأرض التي يحييها الرجل، فيكون مالكا لها بحديث " النبي" - صلى الله عليه وسلم: " من أحيا أرضا [ميتة] فهي له"   [ ص: 442 ] .

وأما قوله: في القليب خمسون ذراعا:  فإن القليب: البئر العادية القديمة التي لا يعلم لها رب ولا حافر، تكون بالبراري، فيقول: ليس لأحد أن ينزل على خمسين ذراعا منها، وذلك، لأنها عامة للناس، فإذا نزلها نازل منع غيره، وهذا لحديث رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] : " لا يمنع فضل الماء، ليمنع به فضل الكلإ"  ، وإنما معنى النزول ألا يتخذها أحد دارا، ويقيم بها، فأما أن يكون عابر سبيل فلا.

التالي السابق


الخدمات العلمية