الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حديث عروة بن الزبير [رحمه الله]

1020 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عروة بن الزبير" أنه كان يقول في تلبيته: " لبيك ربنا وحنانيك".

قال: حدثناه " أبو معاوية" ، عن " هشام بن عروة" ، عن " أبيه".

[قوله: حنانيك] يريد رحمتك،  والعرب تقول: حنانك يا رب، وحنانيك يا رب بمعنى واحد، وقال " امرؤ القيس":


ويمنحها بنو شمجى بن جرم معيزهم حنانك ذا الحنان

يريد: رحمتك يا رب، وقال " طرفة":


حنانيك بعض الشر أهون من بعض [ ص: 445 ]

وروي عن " عكرمة" أنه قال في قوله [ - عز وجل - ] : وحنانا من لدنا ، قال: الرحمة.

وروي عن " ابن عباس" أنه قال: لا أدري ما هو.

قال: حدثني " حجاج" ، عن " ابن جريج" ، عن " عمرو بن دينار" ، عن " عكرمة" ، عن " ابن عباس" ، أنه قال في قوله [ - تعالى - ] : أصحاب الكهف والرقيم قال: لا أدري ما الرقيم، أكتاب أم بنيان؟ وفي قوله [ - عز وجل - ] : وحنانا من لدنا ، قال: والله ما أدري الحنان.

وأما قوله: لبيك: فإن تفسير التلبية عند النحويين - وفيما يحكى عن " الخليل" - أنه كان يقول: أصلها من ألبيت بالمكان: أقمت به، فإذا دعا الرجل صاحبه، فقال: لبيك، فكأنه قال: أنا مقيم عندك، أنا معك، ثم وكد ذلك فقال: لبيك اللهم لبيك، يعني إقامة بعد إقامة، هذا تفسير " الخليل"

التالي السابق


الخدمات العلمية