الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1022 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عروة بن الزبير": " ليمنك، لئن كنت ابتليت لقد عافيت، ولئن كنت أخذت لقد أبقيت".

قال: حدثناه " أبو معاوية" ، عن " هشام بن عروة" ، عن " أبيه".

قوله: ليمنك وأيمنك:  إنما هي يمين حلف بها، وهذا كقولهم: يمين الله كانوا يحلفون بها، قال " امرؤ القيس" [ ص: 448 ] :


فقلت يمين الله أبرح قاعدا ولو ضربوا رأسي لديك وأوصالي

فحلف بيمين الله، ثم يجمع اليمين أيمنا، كما قال " زهير":


فتجمع أيمن منا ومنكم     بمقسمة تمور بها الدماء

ثم يحلفون بأيمن الله، فيقولون: أيمن الله لا أفعل ذلك، وأيمنك يا رب: إذا خاطب ربه، فعلى هذا قال " عروة": " ليمنك، لئن كنت ابتليت لقد عافيت" ، فهذا هو الأصل في أيمن الله، ثم كثر هذا في كلامهم، وخف على ألسنتهم، حتى حذفوا النون، كما حذفوا من قولهم: لم يكن، فقالوا: لم يك، وكذلك قالوا: أيمن الله لأفعلن ذاك، وأيم الله لأفعلن ذاك، وفيها لغات سوى هذا كثيرة.

التالي السابق


الخدمات العلمية