الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حديث القاسم بن محمد بن أبي بكر [رحمه الله]

1024 - وقال " أبو عبيد " في حديث " القاسم بن محمد": " لا حد إلا في القفو البين".

قال: حدثناه " هشيم" قال: أخبرنا " محمد بن إسحاق" ، عن " القاسم بن محمد".

قوله: القفو: يعني القذف.  يقال منه: قفوت الرجل أقفوه.

ومنه حديث " حسان بن عطية". قال: حدثنا " محمد بن كثير" ، عن " الأوزاعي" ، عن " حسان" ، قال: " من قفا مؤمنا بما ليس فيه وقفه الله في ردغة الخبال حتى يجئ بالمخرج منه".

ومنه الحديث المرفوع: " نحن بنو النضر بن كنانة لا ننتفي من أبينا، ولا نقفو [ ص: 452 ] أمنا".  

ويروى عن امرأة من العرب أنه قيل لها: إن فلانا قد هجاك، فقالت: ما قفا، ولا لصا تقول: لم يقذفني.

وقولها: لصا: هو مثل قفا، يقال منه: رجل لاص،  قال " العجاج":


إني امرؤ عن جارتي غني


عف فلا لاص ولا ملصي

يقول: لا قاذف ولا مقذوف [ ص: 453 ] .

فالذي أراد " القاسم" أنه لا حد على قاذف حتى يصرح بالزنا، وهذا قول يقوله " أهل العراق" ، وأما " أهل الحجاز" فيرون الحد في التعريض، وكذلك يروى عن " عمرو" [ - رضي الله عنه - ] .

قال: حدثنا " محمد بن كثير" ، عن " الأوزاعي" ، عن " الزهري" ، عن " سالم" ، عن " أبيه" ، عن " عمر": أنه كان يضرب في التعريض الحد.

وقول " عمر" أولى بالاتباع [ ص: 454 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية