الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1030 - وقال " أبو عبيد " في حديث " عمر بن عبد العزيز" أنه خطب " بعرفات" فقال: " إنكم قد أنضيتم الظهر، وأرملتم، وليس السابق اليوم من سبق بعيره ولا فرسه، ولكن السابق من غفر له".

قال: حدثناه " يحيى بن زكريا" ، عن " يحيى بن سعيد" ، عن " عمر بن عبد العزيز".

قوله: أنضيتم الظهر  يقول: هزلتم ظهركم، وهي الدواب، ويقال للناقة المهزولة: نضو، ونضوة، وجمعها أنضاء، وقد أنضيتها إنضاء، قال " الأعشى":


أنضيتها بعدما طال الهباب بها تؤم هوذة لا نكسا ولا ورعا

والإرمال: إنفاد الزاد.

ومنه حديث " إبراهيم": " إذا ساق الرجل هديا فأرمل، فلا بأس أن يشرب [ ص: 462 ] من لبن هديه".

والإنفاض: مثل الإرمال، يقال: قد أنقض القوم.  ومنه حديث " أبي هريرة": " كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفر فأرملنا وأنفضنا".  

ويقال: قد أقوى الرجل، وأقفر، وأوحش كل هذا من نفاد الزاد، مثل الإرمال، ويقال في ذهاب المال: أصرم، وأعدم.

التالي السابق


الخدمات العلمية