الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1044 - وقال " أبو عبيد " في حديث " إبراهيم" قال: " يكره الشرب من ثلمة الإناء ومن عروته، قال: ويقال: إنها كفل الشيطان".  

قال: حدثناه " علي بن عاصم" ، عن " حصين" ، عن " إبراهيم".

قال " أبو عمرو" و " الكسائي": الكفل: أصله المركب، وهو أن يدار الكساء حول سنام البعير، ثم يركب، يقال منه: اكتفلت البعير، فأراد " إبراهيم" أن العروة والثلمة مركب الشيطان، كما أن الكفل مركب للناس.

ومن هذا حديث يروى مرفوعا في العاقد شعره في الصلاة: " أنه كفل الشيطان".

قال: حدثنيه " الواقدي" ، عن " ابن جريج" ، عن " المقبري" ، عن " أبيه" ، عن " أبي رافع" ، عن " النبي" - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 476 ] .

والكفل أيضا - في غير هذا الموضع - : هو الذي لا يقدر على ركوب الدواب، ولا أرى قول " عبد الله" إلا من هذا، ليس من الأول.

قال: حدثنا " محمد بن يزيد" ، عن " العوام بن حوشب" ، قال: بلغني عن " ابن مسعود" ، وذكر فتنة، فقال: " إني كائن فيها كالكفل آخذ ما أعرف، وتارك ما أنكر".

يقول: كالرجل الذي لا يقدر على الركوب ولا النهوض في شيء، فهو لازم بيته، وجمع الكفل أكفال، قال " الأعشى" يمدح قوما:


غير ميل ولا عواوير في الهيـ ـجا ولا عزل ولا أكفال

والكفل أيضا: ضعف الشيء، قال الله - عز ذكره - : يؤتكم كفلين من رحمته

ويقال: إنه النصيب، وذو الكفل من الكافلة.

التالي السابق


الخدمات العلمية