الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
1079 - وقال " أبو عبيد " في حديث " ابن سيرين" أنه قال: " النقاب محدث".  

قال: حدثناه " هشيم" ، عن " منصور" ، عن " ابن سيرين".

وهذا حديث قد تأوله بعض الناس على غير وجهه، يقول: إن النقاب لم يكن النساء يفعلنه [ولكن] كن يبرزن وجوههن، وليس هذا وجه الحديث، ولكن النقاب عند العرب هو الذي يبدو منه المحجر فإذا كان على طرف الأنف، فهو اللفام، فإذا كان على الفم، فهو اللثام، ولهذا قيل: فلان يلثم فلانا: إذا قبله على فمه

فالذي أراد " محمد" فيما نرى - والله أعلم - يقول: إن إبداءهن المحاجر محدث، إنما كان النقاب لاحقا بالعين، أو أن تبدو إحدى [ ص: 515 ] العينين والأخرى مستورة، عرفنا ذلك بحديث يحدثه " محمد" عن " عبيدة" أنه سأله عن قوله [ - عز وعلا - ] : يدنين عليهن من جلابيبهن قال: فقنع رأسه، وغطى وجهه، وأخرج إحدى عينيه، وقال: هكذا، فإذا كان النقاب لا يبدو منه إلا العينان قط، فذلك الوصوصة، واسم ذلك الشيء وصواص، وهو الثوب الذي يغطى به الوجه، قال الشاعر:


يا ليتها قد لبست وصواصا

قال: وإنما قال " محمد" هذا، لأن الوصاوص والبراقع كانت لباس النساء، ثم أحدثن النقاب بعد.

قال " أبو زيد": تميم تقول: تلثمت على الفم، وغيرهم يقولون: تلفمت [ ص: 516 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية