الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
168 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 73 ] أنه قال للنساء: "إنكن أكثر أهل النار؛ وذلك لأنكن تكثرن اللعن، وتكفرن العشير ".  

قوله: "تكفرن العشير ": يعني الزوج، سمي عشيرا؛ لأنه يعاشرها، وتعاشره، وقال الله - تبارك وتعالى - : لبئس المولى ولبئس العشير وكذلك حليلة الرجل هي امرأته، وهو حليلها، [ ص: 74 ] سميا بذلك؛ لأن كل واحد منهما يحال: يعني أنهما يحلان في منزل واحد، وكذلك كل من نازلك أو جاورك، فهو حليلك، وقال الشاعر:


ولست بأطلس الثوبين يصبي حليلته إذا هدأ النيام

فهو ها هنا لم يرد بالحليلة امرأته؛ لأنه ليس عليه بأس أن يصبي امرأته، إنما أراد جارته؛ لأنها تحاله في المنزل.

ويقال أيضا: إنما سميت الزوجة حليلة؛ لأن كل واحد منهما محل إزار صاحبه [ ص: 75 ] .

وكذلك الخليل سمي خليلا؛ لأنه يخال صاحبه من الخلة، وهي الصداقة يقال منه: خاللت الرجل خلالا، ومخالة، ومنه قول "امرئ القيس ".

ولست بمقلي الخلال ولا قال

يريد بالخلال المخالة

ومنه الحديث المرفوع:

قال: حدثنيه "ابن مهدي" عن "زهير بن محمد" عن "موسى ابن وردان" عن "أبي هريرة" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 76 ] أنه قال:

"إنما المرء بخليله - أو [قال] : على دين خليله - الشك من "أبي عبيد" - فلينظر امرؤ من يخال ".  

[قال] : وكذلك القعيد من المقاعدة، والشريب والأكيل من المشاربة والمؤاكلة، وعلى هذا كل هذا الباب.

التالي السابق


الخدمات العلمية