الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
169 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : حين خرج هو و"أبو بكر" مهاجرين إلى "المدينة" من "مكة "، فمرا [ ص: 77 ] "بسراقة بن مالك بن جعشم" فقال: هذان "فر قريش" ألا أرد على قريش فرها؟

قال: حدثناه "معاذ بن معاذ" عن "ابن عون" عن "عمير ابن إسحاق ". قوله: فر قريش: يريد الفارين من "قريش ".  

يقال منه: رجل فر، ورجلان فر، ورجال فر، ولا يثنى، ولا يجمع، قال "أبو ذؤيب" يصف صائدا أرسل كلابا على ثور، فحمل عليها [ ص: 78 ] الثور، ففرت منه، فرماه الصائد، ليشغله عن الكلاب، فقال:


فرمى لينقذ فرها، فهوى له سهم فأنفذ طرتيه المنزع

يعني السهم أنفذ طرتيه، وهما جانباه.

وفي حديث "سراقة" من غير حديث "ابن عون ":

"أنه طلبهما، فرسخت قوائم دابته في الأرض، فسألهما أن يخليا عنه، فخرجت قوائمها، ولها عثان" [ ص: 79 ] .

قال: حدثناه "محمد بن كثير" عن "معمر" عن "الزهري" يسنده إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - :

قوله: "عثان ": أصله الدخان، وجمع العثان عواثن، وجمع الدخان دواخن،  وهذا جمع على غير قياس، ولا نعلم في الكلام شيئا يشبههما.

وإنما أراد بقوله : ولها عثان الغبار، شبه غبار قوائمها بالدخان.

التالي السابق


الخدمات العلمية