[ ص: 80 ] قال: كان بين حيين من العرب قتال، وكان لأحد الحيين طول على الآخرين، فقالوا: لا نرضى إلا أن نقتل بالعبد منا الحر منهم وبالمرأة الرجل [منهم] .
قال: فأمرهم النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يتباءوا [ ص: 81 ] .
قال: حدثناه عن "هشيم" عن "داود بن أبي هند" يرفعه. "الشعبي"
قال هكذا قال "أبو عبيد ": "يتباؤوا" والصواب عندنا: يتباوأوا، على مثال يتقاولوا [ ص: 82 ] . "هشيم ":
وفي حديث آخر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لهشيم" "الجراحات بواء ".
يعني أنها متساوية في القصاص، وأنه لا يقتص مجروح إلا من جارحه الجاني عليه بعينه، وأنه مع هذا لا يؤخذ له إلا مثل جراحته سواء، فذلك هو البواء.
قالت "ليلى الأخيلية في مقتل "توبة بن الحمير ":
فإن تكن القتلى بواء فإنكم فتى ما قتلتم آل عوف بن عامر.
ويقال منه: قد باء فلان بفلان: إذا قتل به، وهو يبوء به، وأنشدني لرجل قتل قاتل أخيه، فقال: "الأحمر"
فقلت له بؤ بامرئ لست مثله وإن كنت قنعانا لمن يطلب الدما
[ ص: 83 ] [قال] : يقول: أنت وإن كنت في حسبك مقنعا لكل من طلبك بثأره، فلست مثل أخي.وإذا أقص، السلطان أو غيره رجلا من رجل، قال: أبأت فلانا - بفلان، قال "طفيل الغنوي ":
أبأنا بقتلانا من القوم ضعفهم وما لا يعد من أسير مكلب
وقال غيره : [ ص: 84 ] المكلب: هو المشدود بالكلب، وهو القد