ولا أعلمه إلا من حديث عن "سفيان بن عيينة" عن "هشام بن عروة" عن "فاطمة بنت المنذر" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أسماء بنت أبي بكر"
يعني: المتزين بأكثر مما عنده، يتكثر بذلك، ويتزين بالباطل، كالمرأة تكون للرجل، ولها ضرة، فتشبع بما تدعي من الحظوة عند زوجها بأكثر مما عنده [لها] تريد بذلك غيظ صاحبتها، وإدخال الأذى عليها. قوله: "المتشبع بما لا يملك "،
وكذلك هذا في الرجال أيضا [ ص: 86 ] .
وأما فإنه عندنا الرجل يلبس الثياب تشبه ثياب أهل الزهد في الدنيا يريد بذلك الناس، ويظهر من التخشع والتقشف أكثر مما في قلبه منه، فهذه ثياب الزور والرياء. قوله: "كلابس ثوبي زور ":
وفيه وجه آخر إن شئت أن يكون أراد بالثياب الأنفس، والعرب تفعل ذلك كثيرا.
يقال [منه] : فلان نقي الثياب: إذا كان بريئا من الدنس والآثام، وفلان دنس الثياب: إذا كان مغموصا عليه في دينه [ ص: 87 ] .
قال "امرؤ القيس" يمدح قوما:
ثياب بني عوف طهارى نقية وأوجههم بيض المسافر غران
يريد بثيابهم أنفسهم، أنها مبرأة من العيوب، وكذلك قول "النابغة" في قوم يمدحهم:رقاق النعال طيب حجزاتهم يحيون بالريحان يوم السباسب
لا هم إن عامر بن جهم
أو ذم حجا في ثياب دسم
يعني أنه حج، وهو متدنس بالذنوب [ ص: 89 ] .