قال: حدثناه غير واحد، عن عن "داود بن قيس الفراء" "زيد ابن أسلم" يرفعه.
وبعضهم يقول: المذال - باللام - ولا أرى المحفوظ إلا الأول.
وتفسيره عند الفقهاء: أن يدخل الرجل الرجال على أهله.
وهذا هو الذي يروى في حديث آخر: أنه الذي يقال له: القنذع، والقنذع أيضا، وهو الديوث.
ولا أحسب هاتين الكلمتين إلا "بالسريانية ".
فإن كان المذاء هو المحفوظ، فإنه أخذ من [ ص: 109 ] المذي: يعني أن يجمع بين الرجال والنساء، ثم يخليهم يماذي بعضهم بعضا مذاء.
[قال لا أعرف للحديث وجها غيره. "أبو عبيد"] :
وقد حكى بعض أهل العلم أنه [قال] : يقال: أمذيت فرسي: إذا أرسلته يرعى [ ص: 110 ] .
ويقال: مذيته، فإن كان من هذا، فإنه يذهب به إلى ما أعلمتك [أنه يرسل الرجال على النساء] وهو وجه.
وأما المذال - باللام - فإن أصله أن يمذل الرجل بسره، وقد يقال: يمذل: يعني أن يقلق به حتى يظهره.
وكذلك يقلق بمضجعه حتى يتحول عنه، وبماله حتى ينفقه، قال "الأسود بن يعفر ":
ولقد أروح على التجار مرجلا مذلا بمالي لينا أجيادي
يقول: أجود بمالي لا أقدر على إمساكه [ ص: 111 ] .وقال "الراعي ":
ما بال دفك بالفراش مذيلا أقذى بعينك أم أردت رحيلا
فلا تمذل بسرك كل سر إذا ما جاوز الاثنين فاشي
يقول هذا قد قلق عن مضجعه حتى زال عنه، وأطلع الرجال على [ ص: 112 ] سره فيما بينه وبين أهله من قلقه به [وأنه زال لهم عن فراشه] .