177 - وقال: أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين سحر "أنه جعل سحره في جف طلعة، ودفن تحت راعوفة البئر" [ ص: 113 ] .
من حديث ابن عيينة عن "هشام بن عروة" عن أبيه، عن "عائشة" [ - رضي الله عنها] .
قوله: "جف طلعة ": يعني طلع النخل، وجفه: وعاؤه الذي [ ص: 114 ] يكون فيه، والجف أيضا في غير هذا: هو شيء من جلود الإبل كالإناء يؤخذ فيه ماء السماء إذا جاء المطر، يسع نصف قربة أو نحوه ومنه قول الراجز:
كل عجوز رأسها كالكفه
تحمل جفا معها هرشفه
فالجف ها هنا ما أعلمتك.
والهرشفة: يقال: إنها خرقة؛ أو قطعة كساء، أو نحوه تنشف بها [ ص: 115 ] .
الماء من الأرض، ثم تعصره في الجف، وذلك في قلة الماء.
وبعضهم يقول: الهرشفة من نعت العجوز، وهي الكبيرة.
والجف أيضا في غير هذين: جماعة الناس، ومن ذلك، قول "النابغة ":
في جف تغلب واردي الأمرار [ ص: 116 ] أي يريد جماعتهم.
وكان "أبو عبيدة" يرويه: في جف "ثعلب ".
قال: يريد "ثعلبة بن سعد ".
والجفة مثل الجف، [وهي] الجماعة أيضا.
قال: ومنه حديث بلغني عن "شريك" عن "أبي الجويرية" عن "ابن عباس" قال:
"لا نفل في غنيمة حتى تقسم جفة" أي كلها
وأما [قوله] : راعوفة البئر، فإنها صخرة تترك في أسفل البئر إذا احتفرت تكون ناتئة هناك، فإذا أرادوا تنقية البئر جلس المنقي عليها [ ص: 117 ] .
ويقال: بل هو حجر في بعض البئر صلبا لا يمكنهم حفره، فيترك على حاله.
ويقال [بل] هو حجر يكون على رأس البئر يقوم عليه المستقى.
وقد روى بعض المحدثين هذا الحديث أنه جعل سحره في جب طلعة.
ولا أعرف الجب إلا البئر التي ليست بمطوية [ ص: 118 ] .
وكذلك قال "أبو عبيدة"
وهو قول الله - تبارك وتعالى - في كتابه: "في غيابة الجب" ولا أرى المحفوظ في الحديث إلا الجف [ - بالفاء - ] .
قال "أبو عبيد ": يقال: أرعوفة البئر وراعوفه.


