يروى هذا عن "عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة" ابن أخي الماجشون، عن "محمد بن عمرو" يرفعه.
ويرويه بعض المحدثين: "من أزلكم" وأصل الأزل: الشدة.
قال: وأراه المحفوظ، فكأنه أراد من شدة قنوطكم ويأسكم فإن كان المحفوظ قوله: "من إلكم "، فإني أحسبها من ألكم، وهو أشبه بالمصادر [ ص: 120 ] .
يقال منه" أل يؤل ألا، وأللا وأليلا: وهو أن يرفع الرجل صوته بالدعاء، أو يجأر فيه، وقد قال شيئا شبيها بهذا، قال يمدح رجلا: "الكميت"
وأنت ما أنت في غبراء مظلمة إذا دعت ألليها الكاعب الفضل
[ ص: 121 ] فقد يكون ألليها أنه أراد الألل، ثم ثنى، كأنه يريد صوتا بعد صوت.ويكون ألليها: أن يريد حكاية أصوات النساء بالنبطية إذا صرخن:
وقد يقال لكل شيء محدد: هو مؤلل.
قال "طرفة" يذكر أذني الناقة، ويصف حدتهما وانتصابهما:
مؤللتان تعرف العتق فيهما كسامعتي شاة بحومل مفرد
قال يقال: قد أل الرجل في السير يؤل ألا: إذا أسرع. "الأصمعي ":
وكذلك: قد أل لونه يؤل ألا: إذا صفا وبرق، وأظن قول "أبي دؤاد الإيادي" من أحد هذين، وذلك أنه ذكر فرسا أنثى صاد عليها الوحش، فقال:
فلهزتهن بها يؤل فريصها من لمع رابئنا وهن عوادي