الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
178 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "عجب ربكم من إلكم وقنوطكم وسرعة إجابته إياكم   [ ص: 119 ] .

يروى هذا عن "عبد العزيز بن عبد الله بن أبي سلمة" ابن أخي الماجشون، عن "محمد بن عمرو" يرفعه.

ويرويه بعض المحدثين: "من أزلكم" وأصل الأزل: الشدة.

قال: وأراه المحفوظ، فكأنه أراد من شدة قنوطكم ويأسكم فإن كان المحفوظ قوله: "من إلكم "، فإني أحسبها من ألكم، وهو أشبه بالمصادر [ ص: 120 ] .

يقال منه" أل يؤل ألا، وأللا وأليلا: وهو أن يرفع الرجل صوته بالدعاء، أو يجأر فيه، وقد قال "الكميت" شيئا شبيها بهذا، قال يمدح رجلا:


وأنت ما أنت في غبراء مظلمة إذا دعت ألليها الكاعب الفضل

[ ص: 121 ] فقد يكون ألليها أنه أراد الألل، ثم ثنى، كأنه يريد صوتا بعد صوت.

ويكون ألليها: أن يريد حكاية أصوات النساء بالنبطية إذا صرخن:

وقد يقال لكل شيء محدد: هو مؤلل.

قال "طرفة" يذكر أذني الناقة، ويصف حدتهما وانتصابهما:


مؤللتان تعرف العتق فيهما     كسامعتي شاة بحومل مفرد

[ ص: 122 ] والأل أيضا في غير هذا [الموضع] .

قال "الأصمعي ": يقال: قد أل الرجل في السير يؤل ألا: إذا أسرع.

وكذلك: قد أل لونه يؤل ألا: إذا صفا وبرق، وأظن قول "أبي دؤاد الإيادي" من أحد هذين، وذلك أنه ذكر فرسا أنثى صاد عليها الوحش، فقال:


فلهزتهن بها يؤل فريصها     من لمع رابئنا وهن عوادي

[ ص: 123 ] يقول: لما لمع الرابئ إلينا بالوحش، ركبت الفرس في آثارهن.

التالي السابق


الخدمات العلمية