الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
187 - وقال: " أبو عبيد " في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 153 ] :

"في العقيقة عن الغلام شاتان، وعن الجارية شاة ".  

قال: حدثناه "ابن علية" عن "ابن جريج" عن "عبيد الله ابن أبي يزيد" عن أبيه عن "سباع بن ثابت" عن "أم كرز" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :

قوله: "العقيقة "، قال "الأصمعي" وغيره [ ص: 154 ] .

[العقيقة] : أصلها الشعر الذي يكون على رأس الصبي حين يولد.  

وإنما سميت الشاة التي تذبح عنه في تلك الحال عقيقة؛ لأنه يحلق عنه هذا الشعر عند الذبح.

ولهذا قيل في الحديث:

"أميطوا عنه الأذى ".

يعني بالأذى ذلك الشعر أن يحلق عنه.

وهذا مما قلت لك: إنهم [ ص: 155 ] ربما سموا الشيء باسم غيره إذا كان معه أو من سببه.

فسميت الشاة عقيقة لعقيقة الشعر.

وكذلك كل مولود من البهائم، فإن الشعر الذي يكون عليه حين يولد عقيقة وعقة.

قال زهير [بن أبي سلمى] يذكر حمار وحش.


أذلك أم أقب البطن جأب عليه من عقيقته عفاء

[ ص: 156 ] ويروى: فراء

عفاء: يعني صغار الوبر.

أفلست ترى أن العقيقة ها هنا إنما هي الشعر لا الشاة؟

وقال "ابن الرقاع [العاملي] " في العقة يصف الحمار أيضا:


تحسرت عقة عنه فأنسلها     واجتاب أخرى جديدا بعد ما ابتقلا

[ ص: 157 ] يريد: أنه لما فطم من الرضاع، وأكل البقل ألقى عقيقته، واجتاب أخرى، وهكذا زعموا يكون.

قال " أبو عبيد ": والعقة في الناس والحمر، ولم نسمعه في غيرهما.

التالي السابق


الخدمات العلمية