الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
193 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : الذي يحدثه عنه "البراء بن عازب" - رحمه الله - قال: " كنا إذا [ ص: 217 ] صلينا معه [ - صلى الله عليه وسلم - ] فرفع رأسه من الركوع، قمنا خلفه صفونا، فإذا سجد تبعناه ".

قال: حدثناه "هشيم" قال: أخبرنا "العوام بن حوشب "، عن "عذرة بن الحارث" عن "البراء ".

قوله: صفونا، يفسر الصافن تفسيرين.  

فبعض الناس يقول: كل صاف قدميه قائما فهو صافن.

ومما يحقق ذلك حديث "عكرمة [ ص: 218 ] .

قال: حدثناه "عبد الرحمن بن مهدي" عن "إسماعيل بن مسلم العبدي" عن "مالك بن دينار" قال: رأيت "عكرمة" يصلي، وقد صفن بين قدميه، واضعا إحدى يديه على الأخرى.

والقول الآخر: أن الصافن من الخيل الذي قد قلب أحد حوافره، وقام على ثلاث قوائم.

ومما يحقق ذلك قوله [ - سبحانه - ] : فاذكروا اسم الله عليها صوافن ، هكذا هي في قراءة "ابن عباس" - رحمه الله - وفسرها: معقولة إحدى يديها على ثلاث قوائم [ ص: 219 ] .

قال: حدثناه "أبو معاوية" عن "الأعمش" عن "أبي ظبيان" عن "ابن عباس ".

قال: وحدثني "كثير بن هشام" عن "جعفر بن برقان" عن "ميمون بن مهران" قال في قراءة "ابن مسعود" "صوافن" قال: يعني قياما.

قال" أبو عبيد ": فقد اجتمعت قراءة "ابن عباس" و "ابن مسعود" على "صوافن ".

قال: وحدثني "ابن مهدي" عن "سفيان" عن "منصور" عن مجاهد قال: من قرأها "صوافن" أراد: معقولة.

ومن قرأها "صواف" أراد: أنها قد صفت يديها.

وكلاهما له معنى [ ص: 220 ] .

وقد روي عن "الحسن" غير هاتين القراءتين.

قال: حدثنا "هشيم" عن "منصور" عن "الحسن" أنه قرأ: "صوافي" [ - غير منون بالياء - ] ، وقال: خالصة لله.

[قال "أبو عبيد] : كأنه يذهب إلى جمع صافية.

التالي السابق


الخدمات العلمية