202 - وقال في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أبو عبيد"
"إذا تمنى أحدكم فليكثر فإنما يسأل ربه ".
قال: حدثناه عن "يحيى بن سعيد" عن "أبيه" عن "هشام بن عروة" [رضي الله عنها] عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 243 ] : "عائشة"
قال وقد جاء في هذا الحديث الرخصة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في التمني، وهو في التنزيل نهي، قال الله - تبارك وتعالى - : "أبو عبيد ": "ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض ".
ولكل وجه غير وجه صاحبه.
فأما التمني المنهي عنه، فأن يتمنى الرجل مال غيره أن يكون ذلك له، ويكون ذاك خارجا منه على جهة الحسد من هذا له، والبغي عليه [ ص: 244 ] .
وقد روي في بعض الحديث ما يبين هذا.
قال: حدثني عن "كثير بن هشام" عن "جعفر بن برقان" قال: مكتوب في الحكمة، أو قال: فيما أنزل الله [عز وجل] على "ميمون بن مهران" "موسى" [عليه السلام] : "ألا تتمنى مال جارك، ولا امرأة جارك ".
فهذا المكروه الذي فسرناه.
وأما المباح، فأن يسأل الرجل ربه أمنيته من أمر دنياه وآخرته.
قال فجعل التمني هاهنا المسألة، وهي الأمنية التي [ ص: 245 ] أذن فيها، لأن القائل إذا قال: ليت الله يرزقني كذا وكذا، فقد تمنى ذلك الشيء أن يكون له، ألا تراه يقول - تبارك وتعالى - : "أبو عبيد ": واسألوا الله من فضله .
وهو تأويل الحديث الذي فيه الرخصة.