"رب تقبل توبتي، واغسل حوبتي" [ ص: 271 ] .
قال: حدثنيه "ابن مهدي" عن "سفيان" عن "عمرو بن مرة" عن "عبد الله بن الحارث" عن "طليق بن قيس" عن "ابن عباس" عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
قوله: "حوبتي ": يعني المآثم، وهو من قوله [ - عز وجل - ] : إنه كان حوبا كبيرا
وكل مأثم حوب، وحوب، والواحدة حوبة [ ص: 272 ] .
ومنه الحديث الآخر: "أن رجلا أتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إني أتيتك لأجاهد معك.
قال: ألك حوبة؟
قال: نعم.
قال: ففيها فجاهد" [ ص: 273 ] .
يروى ذلك عن "أشعث بن عبد الملك" عن "الحسن" يرفعه.
يعني: ما تأثم فيه إن ضيعته من حرمة.
وبعض أهل العلم يتأوله على الأم خاصة.
وهي عندي كل حرمة تضيع إن تركتها من أم، أو أخت، أو بنت، أو غير ذلك.
قال "الأصمعي ": فالعرب تقول: بات فلان بحيبة سوء: إذا بات بشدة وحال سيئة.
[قال] : ويقال: فلان يتحوب من كذا وكذا: إذا كان يتغيظ [ ص: 274 ] منه، ويتوجع، قال "طفيل الغنوي ":
فذوقوا كما ذقنا غداة محجر من الغيظ في أكبادنا والتحوب
قال "أبو عبيد ": والتحوب في غير هذا: التأثم أيضا من الشيء، وهو من الأول، وبعضه قريب من بعض.


