يقال منه: قد نفق فيه، ونافق، وهو جحره، وله جحر آخر، يقال له: القاصعاء، فإذا طلب قصع، فخرج من القاصعاء، فهو يدخل في النافقاء، ويخرج من القاصعاء، أو يدخل في القاصعاء، ويخرج [ ص: 284 ] من النافقاء.
فيقال: هكذا يفعل المنافق، يدخل في الإسلام، ثم يخرج منه من غير الوجه الذي دخل فيه.
وأما الكافر، فيقال - والله أعلم - : إنه إنما سمي كافرا؛ لأنه متكفر بالله كالمتكفر بالسلاح، وهو الذي قد ألبسه السلاح حتى غطى كل شيء منه، فكذلك غطى الكفر قلب الكافر.
ولهذا قيل لليل: كافر؛ لأنه ألبس كل شيء، قال "لبيد" يذكر الشمس:
حتى إذا ألقت يدا في كافر وأجن عورات الثغور ظلامها
[ ص: 285 ] [الثغور: الخلل] .وقال أيضا:
في ليلة كفر النجوم غمامها
يقول: غطاها السحاب [ ص: 286 ] .وقد يقال في المنافق [أيضا] : إنما سمي منافقا للنفق، وهو السرب في الأرض، والتفسير الأول أعجب إلي .
ويقال في الكافر: سمي بذلك للجحود، كما يقال: كافرني فلان حقي: إذا جحدني.


