الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
229 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - في لبن الفحل: "أنه يحرم"   [ ص: 336 ] .

قال: سمعت "محمد بن الحسن" وغيره من أهل العلم يفسرونه: الرجل يكون له المرأة، وهي مرضع بلبنه.

قال "أبو عبيد ": وأما في كلام العرب، فيقولون: مرضع بلبانه.

قالوا: فكل من أرضعته بذلك اللبن، فهو ولد زوجها محرمون عليه وعلى ولده من ولد تلك المرأة، ومن ولد غيرها؛ لأنه أبوهم جميعا.

وبيان ذلك في حديث "ابن عباس" - رضي الله عنهما - .

قال: سمعت "ابن مهدي" يحدث عن "مالك" عن "الزهري" عن "عمرو بن الشريد" عن "ابن عباس" [ - رحمه الله - ] أنه سئل عن رجل كانت له امرأتان، فأرضعت إحداهما جارية، والأخرى غلاما.

أيحل للغلام أن يتزوج الجارية؟

فقال: لا! اللقاح واحد [ ص: 337 ] .

قال "أبو عبيد ": فهذا تأويل لبن الفحل.

وكذلك حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل هذا فيه بيان أيضا.

قال: حدثنا "عبد الله بن إدريس "، و "أبو معاوية" عن "هشام [ ص: 338 ] ابن عروة" عن "أبيه" عن "عائشة" [ - رضي الله عنها - ] قالت:

استأذن عليها "أبو القعيس" بعد ما حجبت، فأبت أن تأذن له. فقال: أنا عمك أرضعتك امرأة أخي، فأبت أن تأذن له، حتى جاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكرت ذلك له.

فقال: "هو عمك، فليلج عليك"
 
[ ص: 339 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية