الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
257 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أتاه "عدي بن حاتم" قبل إسلامه، فعرض عليه الإسلام، فقال له "عدي ": إني من دين.

وقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - :

" إنك تأكل المرباع، وهو لا يحل لك في دينك.

وقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - :

إنك من أهل دين يقال لهم: الركوسية"
 
[ ص: 463 ] .

فيروي تفسير الركوسية  عن "ابن سيرين" أنه قال:

"هو دين بين النصارى والصابئين "

فقوله: "من دين "،  يريد: من أهل دين.

وأما [قوله] : "المرباع "، فإنه شيء [ ص: 464 ] كان يخص به الرئيس في مغازيهم يأخذ ربع الغنيمة خالصا له دون أصحابه.

وكذلك يروى في حديث آخر عن "عدي بن حاتم" [أنه] قال:

"ربعت في الجاهلية، وخمست في الإسلام ".

وقد كان للرئيس مع المرباع أشياء أيضا سواه، قال الشاعر يمدح رجلا:


لك المرباع فيها والصفايا وحكمك والنشيطة والفضول [ ص: 465 ]

فالمرباع: ما وصفنا.

والصفايا: واحدها صفي، وهو ما يصطفيه لنفسه، أي يختاره من الغنيمة أيضا قبل القسم.  

وحكمه: ما احتكم فيها من شيء كان له.

والنشيطة: ما مروا به في غزاتهم على طريقهم سوى المغار الذي قصدوا له.  

والفضول: ما فضل عن القسم، فلم يمكنهم أن يبعضوه صار له أيضا.  

فكل هذه الخلال كانت لرؤساء الجيوش من الغنائم.

وفي الحديث:

"أن الناس كانوا علينا ألبا واحدا"   [ ص: 466 ] .

فالألب: أن يكونوا مجتمعين على عداوتهم.

يقال "بنو فلان" ألب على "بني فلان ": إذا كانوا يدا واحدة عليهم بالعداوة.

ويقال: تألب القوم [تألبا] [ ص: 467 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية