وقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - :
" إنك تأكل المرباع، وهو لا يحل لك في دينك.
وقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - :
إنك من أهل دين يقال لهم: الركوسية" النبي - صلى الله عليه وسلم - حين أتاه [ ص: 463 ] .
فيروي عن تفسير الركوسية أنه قال: "ابن سيرين"
"هو دين بين النصارى والصابئين "
يريد: من أهل دين. فقوله: "من دين "،
وأما [قوله] : "المرباع "، فإنه شيء [ ص: 464 ] كان يخص به الرئيس في مغازيهم يأخذ ربع الغنيمة خالصا له دون أصحابه.
وكذلك يروى في حديث آخر عن [أنه] قال: "عدي بن حاتم"
"ربعت في الجاهلية، وخمست في الإسلام ".
وقد كان للرئيس مع المرباع أشياء أيضا سواه، قال الشاعر يمدح رجلا:
لك المرباع فيها والصفايا وحكمك والنشيطة والفضول [ ص: 465 ]
فالمرباع: ما وصفنا.والصفايا: واحدها صفي، وهو ما يصطفيه لنفسه، أي يختاره من الغنيمة أيضا قبل القسم.
وحكمه: ما احتكم فيها من شيء كان له.
والنشيطة: ما مروا به في غزاتهم على طريقهم سوى المغار الذي قصدوا له.
والفضول: ما فضل عن القسم، فلم يمكنهم أن يبعضوه صار له أيضا.
فكل هذه الخلال كانت لرؤساء الجيوش من الغنائم.
وفي الحديث:
"أن الناس كانوا علينا ألبا واحدا" [ ص: 466 ] .
فالألب: أن يكونوا مجتمعين على عداوتهم.
يقال "بنو فلان" ألب على "بني فلان ": إذا كانوا يدا واحدة عليهم بالعداوة.
ويقال: تألب القوم [تألبا] [ ص: 467 ] .