الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
385 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - :

"أن رجلا كان واقفا معه، وهو محرم، فوقصت به ناقته في أخاقيق جرذان فمات"   [ ص: 75 ] .

قال: حدثناه "هشيم" قال: أخبرنا "أبو بشر" عن "سعيد بن جبير" عن "ابن عباس" أن رجلا كان واقفا مع "النبي" - صلى الله عليه وسلم فوقصت به دابته أو راحلته، وهو محرم".

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "اغسلوه، وكفنوه، ولا تخمروا وجهه [ورأسه] فإنه يبعث يوم القيامة ملبيا". أو قال: ملبدا.
 


وقال غير "هشيم" فوقصت به ناقته في أخاقيق جرذان.  

قال: سمعت "المسيب" يذكر هذا الحرف.

قال "الأصمعي": إنما هي لخاقيق واحدها لخقوق، وهي شقوق في الأرض [ ص: 76 ] .

قال "أبو عبيد": والوقص: كسر العنق.

ومنه قيل للرجل: أوقص إذا كان مائل العنق قصيرها.

ومن ذلك حديث "علي" [رضي الله عنه] "في القارصة والقامصة والواقصة" [ ص: 77 ] .

قال: حدثنا "ابن أبي زائدة" عن "مجالد بن سعيد" عن "الشعبي" عن "علي" [رضي الله عنه] أنه قضى في القارصة والقامصة والواقصة بالدية أثلاثا. قال "ابن أبي زائدة": وتفسيره; أن ثلاث جوار كن يلعبن، فركبت إحداهن صاحبتها، فقرصت الثالثة المركوبة فقمصت، فسقطت الراكبة، فوقصت عنقها، فجعل "علي" [كرم الله وجهه] على القارصة ثلث الدية، وعلى القامصة الثلث، وأسقط الثلث.

يقول: لأنه حصة الراكبة، يقول: لأنها أعانت على نفسها.

ومنه قولهم، وقصت الشيء، أي كسرته، قال "ابن مقبل" يذكر الناقة:


فبعثتها تقص المقاصر بعد ما كربت حياة النار للمتنور [ ص: 78 ]

قوله: تقص: تكسر وتدق، وواحدة المقاصر مقصرة.

قال "أبو زياد" قوله: مقصرة من قصر العشي.

قال "أبو عبيد" وهو عندي من اختلاط الظلام.

التالي السابق


الخدمات العلمية