الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
388 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"إنما هو جبرئيل وميكائيل كقولك: عبد الله وعبد الرحمن" [ ص: 82 ] قال: حدثناه "أبو معاوية" عن "الأعمش" عن "إسماعيل بن رجاء" عن "عمير" مولى "ابن عباس" [ عن "ابن عباس"] قال: "إنما هو جبرئيل وميكائيل، كقولك عبد الله وعبد الرحمن".

وغير "أبي معاوية" يرفعه، ولم يرفعه. "أبو معاوية".

قال "الأصمعي": معنى "إيل" معنى الربوبية، فأضيف "جبر" و"ميكا" إليه.

[فقال: جبرئيل وميكائيل] [ ص: 83 ] .

وقال "أبو عمرو": جبر: هو الرجل: قال "أبو عبيد": فكأن معناه: عبد إيل رجل إيل مضاف إليه. فهذا تأويل قوله: عبد الرحمن وعبد الله.

قال: حدثني "عفان بن عبد الوارث" عن "إسحاق بن سويد" عن "يحيى بن يعمر" أنه كان يقروها "جبرإل" ويقول: جبر هو عبد، وإل هو الله.

قال: وحدثني "عبد الرحمن بن مهدي" و"الأشجعي" عن "سفيان" عن "ابن أبي نجيح" عن "مجاهد" في قوله: عز ذكره - : لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة  إلا، قال: الله [ ص: 84 ] .

قال: وحدثنا "إسماعيل بن مجالد" عن "بيان" عن "الشعبي" في قوله:

لا يرقبون في مؤمن إلا .

قال: الإل: إما الله، وإما كذا وكذا، أظنه قال: العهد.

قال "أبو عبيد": ويروى عن "ابن إسحاق" أن وفد "بني حنيفة" لما قدموا على "أبي بكر" [رضي الله عنه] بعد مقتل "مسيلمة" ذكر لهم "أبو بكر" قراءة "مسيلمة" فقال: إن هذا الكلام لم يخرج من "إل".

قال "أبو عبيد": كأنه يعني الربوبية [ ص: 85 ] .

قال: والإل في غير هذين الموضعين القرابة، وأنشد لحسان [ابن ثابت الأنصاري] :


لعمرك إن إلك في قريش كإل السقب من رأل النعام

قال "أبو عبيد": فالإل ثلاثة أشياء: الله - جل ثناؤه - ، والعهد، والقرابة.

التالي السابق


الخدمات العلمية