الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
392 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - حين بال عليه "الحسن" [رضي الله عنه] فأخذ من حجره فقال:

"لا تزرموا ابني"   [ ص: 92 ] .

قال: حدثناه "هشيم" قال: أخبرنا "يونس" عن "الحسن" أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي "بالحسن بن علي"، فوضع في حجره، فبال عليه، فأخذ، فقال "لا تزرموا ابني" ثم دعا بماء، فصبه عليه"   [ ص: 93 ] .

قال "الأصمعي": الإزرام: القطع.

يقال للرجل إذا قطع بوله: قد أزرمت بولك.

وأزرمه غيره: قطعه.

وزرم البول نفسه: إذا انقطع.

قال "أبو عبيد": قال الشاعر، يقال: إنه "لعدي بن زيد" أو "لسواد بن زيد بن عدي [بن زيد] ".


أو كماء المثمود بعد جمام زرم الدمع لا يؤوب نزورا

فالزرم: القليل المنقطع. والمثمود: الذي قد ثمده الناس: أي ذهبوا به، فلم يبق منه إلا قليل. والجمام: الكثير.

قال "أبو عبيد": السنة عندنا أن يغسل بول الجارية. ويصب على بول الغلام [ماء] ما لم يطعم   [ ص: 94 ] .

يروى ذلك من ثلاثة أوجه عن "النبي" - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 95 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية