الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
4 - [و] قال أبو عبيد في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - :

"ليس في الجبهة، ولا في النخة، ولا في الكسعة صدقة".  

قال: حدثناه ابن أبي مريم، عن حماد بن زيد، عن كثير بن زياد الخراساني [ ص: 123 ] يرفعه.

وعن غير حماد [بن زيد] ، عن جويبر، عن الضحاك يرفعه.

قال أبو عبيدة: الجبهة: الخيل، والنخة: الرقيق، والكسعة: الحمير.

قال الكسائي وغيره في الجبهة والكسعة مثله.

وقال الكسائي: هي النخة - برفع النون - وفسرها هو وغيره في مجلسه: البقر العوامل.

[و] قال الكسائي: [و] هذا كلام أهل تلك الناحية كأنه يعني أهل الحجاز وما وراءها إلى اليمن.

وقال الفراء: النخة: أن يأخذ المصدق دينارا بعد فراغه من الصدقة.

قال وأنشدنا [ ص: 124 ] :


عمي الذي منع الدينار ضاحية دينار نخة كلب وهو مشهود

قال أبو عبيد: وحدثنا نعيم بن حماد، عن ابن الدراوردي المديني، عن أبي حرزة القاص يعقوب بن مجاهد، عن سارية الخلجي، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:

"أخرجوا صدقاتكم، فإن الله [ - عز وجل - ] قد أراحكم من الجبهة، والسجة، والبجة" .

وفسرها: أنها كانت آلهة يعبدونها في الجاهلية [ ص: 125 ] .

وهذا خلاف ما [جاء] في الحديث الأول، والتفسير في الحديث، والله أعلم أيهما المحفوظ من ذلك.

التالي السابق


الخدمات العلمية