"إنكن إذا جعتن دقعتن، وإذا شبعتن خجلتن".
قال "أبو عمرو": الدقع: الخضوع في طلب الحاجة والحرص عليها.
والخجل: الكسل والتواني في طلب الرزق [ ص: 123 ] .
وقال غيره: أخذ الدقع من الدقعاء، وهو التراب، يعني أنهن يلصقن بالأرض من الخضوع.
والخجل مأخوذ من الإنسان يبقى ساكنا لا يتحرك، ولا يتكلم.
ومنه قيل للإنسان: قد خجل إذا بقي كذلك.
[قال قال أبو عبيد] : "الكميت":
ولم يدقعوا عندما نابهم لوقع الحروب، ولم يخجلوا
يقول: لم يخضعوا للحروب، ولم يستكينوا، ولم يخجلوا: أي لم يبقوا فيها باهتين كالإنسان المتحير الدهش، ولكنهم جدوا فيها، وتأهبوا [لها] [ ص: 124 ] .وقال غيره: لم يخجلوا: يبطروا، ولم يأشروا.
وذلك معنى حديث النبي [صلى الله عليه وسلم] :
إذا شبعتن خجلتن: أي أشرتن وبطرتن.
قال وهذا أشبه الوجهين بالصواب. "أبو عبيد":
قال وأما حديث ["أبو عبيد"] : "أبي هريرة": "أن رجلا مر بواد خجل مغن معشب" فليس من هذا، ولكنه الكثير النبات الملتف.