الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
404 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - أنه قال للنساء:

"إنكن إذا جعتن دقعتن، وإذا شبعتن خجلتن".

قال "أبو عمرو": الدقع: الخضوع في طلب الحاجة والحرص عليها.  

والخجل: الكسل والتواني في طلب الرزق [ ص: 123 ] .

وقال غيره: أخذ الدقع من الدقعاء، وهو التراب، يعني أنهن يلصقن بالأرض من الخضوع.

والخجل مأخوذ من الإنسان يبقى ساكنا لا يتحرك، ولا يتكلم.

ومنه قيل للإنسان: قد خجل إذا بقي كذلك.

[قال أبو عبيد] : قال "الكميت":


ولم يدقعوا عندما نابهم لوقع الحروب، ولم يخجلوا

يقول: لم يخضعوا للحروب، ولم يستكينوا، ولم يخجلوا: أي لم يبقوا فيها باهتين كالإنسان المتحير الدهش، ولكنهم جدوا فيها، وتأهبوا [لها] [ ص: 124 ] .

وقال غيره: لم يخجلوا: يبطروا، ولم يأشروا.

وذلك معنى حديث النبي [صلى الله عليه وسلم] :

إذا شبعتن خجلتن: أي أشرتن وبطرتن.

قال "أبو عبيد": وهذا أشبه الوجهين بالصواب.

قال ["أبو عبيد"] : وأما حديث "أبي هريرة": "أن رجلا مر بواد خجل مغن معشب" فليس من هذا، ولكنه الكثير النبات الملتف.

التالي السابق


الخدمات العلمية