الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
414 - وقال "أبو عبيد" في حديث "النبي" - صلى الله عليه وسلم - :

"لن يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم"   [ ص: 145 ] .

قال: حدثناه "غندر" عن "شعبة" عن "عمرو بن مرة" عن "أبي البختري" . . . قال: حدثني من سمع النبي - صلى الله عليه وسلم. يقول: "لا يهلك الناس حتى يعذروا من أنفسهم".  

قال "أبو عبيدة" يقول: حتى تكثر ذنوبهم وعيوبهم.

وفيه لغتان، يقال: أعذر الرجل إعذارا: إذا صار ذا عيب وفساد، وكان بعضهم يقول: عذر يعذر بمعناه، ولم يعرفه "الأصمعي".

قال "أبو عبيد": ولا أرى هذا أخذ إلا من العذر يعني [أن] يعذروا من أنفسهم، فيستوجبوا العقوبة، فيكون لمن يعذبهم [إذا الحجة و] العذر في ذلك [ ص: 146 ] .

وهو كالحديث الآخر: "لن يهلك على الله إلا هالك".  

قال: "أبو عبيد": ومنه قول "الأخطل":


فإن تك حرب ابني نزار تواضعت فقد عذرتنا في كلاب وفي كعب

ويروى: "أعذرتنا" أي فقد جعلت لنا عذرا فيما صنعنا.

ومنه قول الناس: من يعذرني من فلان".

قال "أبو عبيد" ومنه قولهم:


عذير الحي من عدوا     ن كانوا حية الأرض [ ص: 147 ]

ومنه قولهم:

عذيرك من خليلك من مراد

[قال "أبو عبيد"] : ويقال في غير هذا المعنى: أعذرت في طلب الحاجة: إذا بالغت فيها. وعذرت: إذا لم تبالغ.

وأعذرت الغلام وعذرته لغتان، ومعناهما الختان.

وعذرته: إذا كانت به العذرة، وهو وجع في الحلق فغمزته.

التالي السابق


الخدمات العلمية