فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدية المقتولة على عاقلة القاتلة، وجعل في الجنين غرة عبدا أو أمة" [ ص: 231 ] .
قال: "المسطح: عود من عيدان الخباء أو الفسطاط أو نحوه، قال "مالك بن عوف النضري":
تعرض ضيطارو فعالة دوننا وما خير ضيطار يقلب مسطحا
فالضيطار: الضخم من الرجال، فيقول: ليس معه سلاح يقاتل به غير مسطح.
والجمع ضيطارون وضياطرة، قالها "أبو عمرو" [ ص: 232 ] .
قال "أبو عبيد": وأما الغرة، فهو عبد أو أمة [و] قال في ذلك "مهلهل":
كل قتيل في كليب غره حتى ينال القتل آل مره
يقول: كلهم ليس بكفء "لكليب" إنما هم بمنزلة العبيد والإماء إن قتلتهم، حتى أقتل "آل مرة" فإنهم الأكفاء حينئذ.
وأما قوله: "كنت بين جارتين لي" يريد امرأتيه [ ص: 233 ] .
قال: حدثناه "يزيد" عن "هشام" عن "ابن سيرين" قال: "كانوا يكرهون أن يقولوا: ضرة، ويقولون: إنها لا تذهب من رزقها بشيء، ويقولون: جارة.
وقال "أبو عبيد" في حديث آخر عن "عمر" [ - رحمه الله - ] أنه سأل عن إملاص المرأة، فقال "المغيرة بن شعبة": قضى فيه رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] بغرة" فهو مثل هذا .
وإنما سماه إملاصا; لأن المرأة تزلقه قبل وقت الولادة، وكذلك كل ما زلق، من اليد أو غيرها فقد ملص يملص ملصا، وأنشدني "الأحمر":
فر وأعطاني رشاء ملصا
[ ص: 234 ] يعني رطبا يزلق من اليد.
فإذا فعلت أنت ذلك به، قلت: أملصته إملاصا، فذلك قوله: إملاص المرأة [يعني أنها تزلقه] .


